عجز الميزان التجاري الأمريكى يصل إلى أعلى مستوى له منذ تشرين الأول للعام 2008

12‏/07‏/2011
صدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم تقرير الميزان التجاري عن شهر أيار/ مايو والذي أظهر توسع العجز في الميزان بأعلى من التوقعات وذلك على ضوء ارتفاع الدولار الأمريكي خلال الفترة نفسها، واضعين بعين الاعتبار أن عجز الميزان التجاري يعد الأعلى منذ شهر تشرين الأول/ اكتوبر للعام 2008، وذلك إثر تباطؤ الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة خلال شهر ايار، مما أسهم في ضعف الصادرات الأمريكية.

حيث بالنسبة للبيانات الرئيسية الصادرة فقد صدر تقرير الميزان التجاري ليظهر توسع العجز خلال أيار/ مايو إلى 50.2 مليار دولار أمريكي مقارنة بالعجز السابق الذي تم تعديله إلى 43.6 مليار دولار وبأعلى من التوقعات التي أشارت إلى عجز بمقدار 44.1 مليار دولار أمريكي.

وبالنظر إلى المؤشرات الفرعية داخل التقرير نجد بأن الصادرات انخفضت خلال أيار/ مايو بنسبة 0.5% لتصل إلى 174.86 مليار دولار أمريكي مقابل ارتفاع بنسبة 1.4%، في حين ارتفعت الواردات خلال الفترة نفسها بنسبة 26% لتصل إلى 225.087 مليار دولار أمريكي، مشيرين إلى أن عجز البضائع الحقيقي توسع ليصل إلى 47.78 مليار دولار مقارنة بالعجز السابق الذي بلغ 43.92 مليار دولار أمريكي.

هذا بالإضافة إلى انخفاض صادرات البضائع خلال الشهر نفسه بنسبة 1.1% في حين ارتفعت صادرات البضائع الرأسمالية بنسبة 0.9%، كما وارتفعت صادرات أشباه الموصلات بنسبة 4.6%، وشهدت صادرات الطائرات المدنية ارتفاعا بنسبة 2.1%، بينما انخفضت صادرات التوريدات الصناعية بنسبة 4.2%، إلا أن صادرات المركبات ارتفعت بنسبة 2.1%، وفيما يتعلق بصادرات المأكولات والمشروبات فقد انخفضت بنسبة 0.6%.

ومن الناحية الأخرى فقد ارتفعت الواردات باستبعاد الوقود بنسبة 0.9%، في حين ارتفعت واردات البضائع الرأسمالية بنسبة 2.8%، كما وارتفعت واردات أشباه الموصلات بنسبة 1.2%، بينما ارتفعت صادرات التوريدات الصناعية بنسبة 6.9%، إلا أن واردات المركبات ارتفعت بنسبة 3.0%، وفيما يتعلق بواردات المأكولات والمشروبات فقد ارتفعت بنسبة 1.0%، مشيرين إلى أن واردات الطاقة ارتفعت بنسبة 14.7%، كما وانخفضت واردات البضائع الاستهلاكية بنسبة 2.0%.

هذا مع العلم عزيزي القارئ إلى ان ورادات النفط الخام الأمريكي ارتفعت خلال شهر أيار/ مايو بنسبة 9.1% لتصل إلى 275.253 مليون برميل، بحيث وصل إجمالي سعر واردات النفط الخام الأمريكي خلال شهر أيار إلى 29.919 مليار دولار أمريكي بمعدل سعر للبرميل يصل إلى 108.70 دولار أمريكي مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 26.026 مليار دولار أمريكي بمعدل سعر للبرميل يصل إلى 103.18 دولار.

ويذكر بأن الورادات الأمريكية من الصين شهدت خلال شهر أيار/ مايو ارتفاعاً ملحوظاً، حيث توسع العجز في الميزان التجاري الأمريكي بما يخص تعاملها مع الصين ليصل إلى 24.963 مليار دولار مقارنة بالعجز السابق الذي بلغ 21.596 مليار دولار أمريكي خلال شهر نيسان/ ابريل، في حين تقلّص العجز في الميزان التجاري بما يخص تعاملات الولايات المتحدة مع اليابان إلى 2.640 مليار دولار أمريكي مقابل عجز بمقدار 3.587 مليار دولار أمريكي.

ونركز هنا عزيزي القارئ بأن الدولار الأمريكي بدأ بالارتفاع أمام العملات الرئيسية خلال شهر أيار/ مايو، وذلك على خلفية تنامي مخاوف المستثمرين في الأسواق منذ ذلك الحين، حيث أن ذلك أجبرهم على الاتجاه نحو العملات ذات العائد الأدنى بما فيها الدولار الأمريكي، الأمر الذي رفع من ضغوطات الصادرات الأمريكية.

وبالإضافة إلى ذلك فقد شهدنا بدء انخفاض أسعار النفط الخام خلال الفترة عينها، حيث من المتوقع والمرجح أن نشهد أثر هذا الانخفاض في الميزان التجاري الخاص بشهر حزيران/ يونيو، حيث بدأت أسعار النفط شهر أيار بسعر 114 دولار أمريكي للبرميل ليصل سعر البرميل مع نهاية الشهر إلى 102 دولار أمريكي.

وهذا التوسع في الميزان التجاري الأمريكي قد يضيف من مخاوف المستثمرين بخصوص نمو الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني من هذا العام، مشيرين عزيزي القارئ إلى ان الأوضاع الإجمالية في الاقتصاد الأمريكي لا تزال تشهد تباطؤاً في تقدمها مؤخراً، مشيرين إلى أن انخفاض الدولار الأمريكي خلال الربع الثاني من هذا العام قد يدعم الأنشطة ويساعد في نمو الاقتصاد.

وبالانتقال إلى الاقتصاد الأكثر التصاقاً بالأمريكي، ألا وهو الاقتصاد الكندي، فقد صدر عنه هو الآخر اليوم تقرير تجارة البضائع الدولية، حيث تقلًص العجز بشكل طفيف ليصل خلال شهر أيار/ مايو إلى 0.8 مليار دولار كندي مقارنة بالعجز السابق الذي بلغ 0.9 مليار دولار كندي وبتوافق مع التوقعات.

مشيرين إلى أن الصادرات الكندية ارتفعت خلال أيار بنسبة 1.2% لتصل إلى 36.945 مليار دولار كندي مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 36.495 مليار دولار كندي، حيث انخفضت صادرات المواد الزراعية بنسبة 2.9% لتصل إلى 3.294 مليار دولار كندي، في حين انخفضت صادرات الطاقة خلال الشهر نفسه إلى بنسبة 2.9% لتصل إلى 9.06 مليار دولار كندي.

وهنا نشير أيضا بأن الصادرات الكندية تأثرت خلال الفترة الماضية بارتفاع الدولار الكندي، مشيرين بالمقابل بأن العملة الكندية بدأت بالانخفاض أمام العملات الرئيسية منذ نهاية شهر نيسان/ ابريل، الأمر الذي قد يدعم الصادرات الكندية في حين أن ضعف مستويات الطلب الأمريكي على البضائع الكندية أثر أيضا على الصادرات، هذا بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط الخام والتي شكلت ضغطاً على الميزان التجاري الكندي.

وأخيرا نشير بأن الاقتصاد الأمريكي والكندي لا يزالا بعيدين عن تحقيق التعافي التام من المرحلة الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، حيث من المؤكد سيلزمهما المزيد من الوقت ليستقرا ويصلا إلى بر الأمان، والذي من المتوقع حدوثه بشكل نسبي مع قدوم العام 2012...

0 التعليقات:

أضف تعليق

أنشر تعليقك

السابق التالى الصفحة الرئيسية
 
 
 

MATAF تحليــلات

التحليلات اليومية والأخبار

 
تحذير المخاطرة | سياسة الخصوصية | من نحن ؟ | اتصل بنا | إعلن معنا | RSS | الرئيسية
...............................................................................................................................................................................................................................................................................
توضيح مخاطرة
المعلومات الواردة في هذا الموقع الإلكتروني هي للإطلاع فقط . ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم او سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني اي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي الى أرباح تجارية . وبالتالي فإن الموقع والعاملون به والشركات التابعة له ليسو مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه
تحذير مخاطرة
يعتبر الاستثمار في سوق العملات العالمية باستخدام الهامش أو الروافع المالية من المجالات الاستثمارية عالية الخطورة والتي تستلزم وضع العديد من الأسس العلمية الكفيلة بإنجاح العمليات الاستثمارية في هذا السوق وليس بالضرورة أن تكون هذه المتاجرة متوافقة مع كل المستثمرين، و بالتالي فإن الإستثمار في هذه السوق يتطلب قدرا عاليا من الدراية بمخاطره وتوخي الحذر عند اتخاذ قرار الشراء والبيع.
تداول العملات
الأجنبية يمكن أن يكون مربح للمستثمرين ذوي الخبرة ومع ذلك فإنه قبل اتخاذ قرار بالمشاركة في سوق العملات يجب أن تنظر بعناية في أهداف استثمارك ومستوى الخبرات والمخاطر والأهم من ذلك أن لا تستثمر أموالا لا تستطيع تحمل خسارتها حيث أن هناك قدر كبير من التعرض لمخاطر تقلبات أسعار الصرف الأجنبي، فأي صفقة في سوق العملات تنطوي على مخاطر بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، احتمال تغير سياسي أو الظروف الاقتصادية التي قد تؤثر تأثيرا بشكل كبير في الأسعار أو سيولة العملة مما قد ينتج عنه خسارة بعض اموالك أو لا سمح الله جميع ماتملك في هذا السوق
Copyright © فوركس واى