أداء باهت لليورو حتى بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي

29‏/02‏/2012

أعلن البنك المركزي الأوروبي هذا اليوم بأنه قام بتقديم قروض بأسعار فائدة متدنية تصل إلى 1.00% بلغ مقدارها 529.5 مليار يورو، و هذا أعلى من المستوى الذي تم منحه في شهر ديسمبر الماضي عند 489 مليار يورو. كما و أن عدد البنوك التي استفادت من هذه القروض ذات أمد ثلاث سنوات وصل إلى 800 بنك مقارنة في 523 بنك في شهر ديسمبر الماضي. إن لهذا الإعلان تفسيرات عديدة لدى المتداولين، فالبعض يشير إلى أن ارتفاع القروض و البنوك التي استفادت قد يكون إشارة إلى مشاكل مالية في القطاع المصرفي الأوروبي كنتيجة حتمية لأزمة الديون السيادية و شطب جزء كبير من الديون السيادية اليونانية لدى البنوك، فيما ينظر البعض الآخر إلى ذلك بإيجابية على أن هذا إشارة عن وقوف البنك المركزي الأوروبي بقوّة في وجه أزمة الديون و المشاكل التي ترتّبت عليها.

ما زاد التوتّر هذا اليوم في الأسواق الأوروبية هو بيانات البطالة الألمانية التي أظهرت ارتفاع معدّل البطالة خلال شهر شباط الماضي إلى مستوى 6.8% على غير المتوقع، لكن في المقابل، هدأت الأسواق المالية إلى حد ما بعد ظهور بيانات التضخم الأوروبي و التي أظهرت انخفاض في مؤشر سعر المستهلكين السنوي الأوروبي إلى 2.6%، بعد انخفاض في الأسعار مقداره 0.8% حصل خلال شهر كانون الثاني الماضي، و هذا ما قد يمنح البنك المركزي الأوروبي مجالاً لأن يزيد دعمه للاقتصاد دون القلق في الوقت الراهن على ارتفاع مستوى التضخم.

لكن بالنسبة لليورو، فقد جاءت بيانات التضخم سلبية و كذلك بيانات البطالة الألمانية، فكلاهما داعم لانخفاض سعر صرف اليورو، إلا أن وقوف البنك المركزي الأوروبي إلى جانب القطاع المصرفي و المالي الأوروبي، خفف من تأثير ذلك و نرى سعر صرف اليورو عاد للاستقرار قليلاً بعد جلسة متذبذبة جداً هذا اليوم. لكن بشكل عام، نستطيع أن نرى اليورو في أداءه الباهت مقابل الدولار الأمريكي.

حركة سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي

بعد ارتفاع سعر صرف اليورو وصولاً إلى مستوى 1.3486 دولار لليورو الواحد، عاد لينخفض بشكل سريع ليلامس الأدنى له عند مستوى 1.3421 دولار لليورو. و حالياً يتداول سعر صرف اليورو في مستويات وسطية بين هذه الأسعار في أداء باهت جداً وسط تضارب كبير في الآراء في الأسواق المالية بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي اليوم و بيانات الوظائف الألمانية إلى جانب بيانات التضخم في الاتحاد الأوروبي.

يظهر التحليل الفني بأن الزوج حالياً يتداول في مستويات حسّاسة بين 1.3500 و 1.3320، و هذه المستويات قد تحدد اتجاه الزوج، لكن التداول بينها قد يبقي على الحيادية و عدم وضوح الاتجاهات قائماً.

إن تدخل البنك المركزي الأوروبي و مساعدته للبنوك يعتبر إيجابي بشكل عام للأسواق ذات العائد المرتفع رغم أنه سلبي على المدى القصير على اليورو، لكن على المدى الأبعد، قد نرى انعكاس ذلك على اليورو لأن هذه الخطوة من البنك المركزي الأوروبي قد تكون سبباً لأن نرى تحسناً في طلب الأصول المرتفعة العائد و تساعد على استقرار الأسواق المالية مما قد يدعم اليورو على المدى الأبعد، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار بأن ظهور أخبار سلبية تجاه أزمة الديون السيادية قد يكون سبباً لموجة هابطة جديدة لليورو.

البيانات الاقتصادية البريطانية و الجنيه الإسترليني مقابل الدولار

نمو صافي ائتمان المستهلك بحسب بيانات شهر كانون الثاني الماضي أظهرت نمواً مقداره 0.1 مليار و هذا ما دون التوقعات، كذلك نرى بأن بيانات العرض النقدي M4 أشارت إلى نمو أفضل من المتوقع في شهر كانون الثاني لكن على المستوى السنوي أظهر العرض النقدي انخفاضاً مقداره 1.8%. إن هذه البيانات تشير إلى انخفاض في دوران النقد مما يدعم بعض الشيء الجنيه الإسترليني، لكن على العكس تماماً يعتبر سلبي إلى حد ما تجاه الأسواق المرتفعة العائد.

ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي من الأدنى عند سعر 1.5894 وصولاً إلى الأعلى عند مستوى 1.5958 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و هذا الارتفاع لعبت فيه بيانات العرض النقدي دوراً هاماً، لكن نرى بأن الجنيه الإسترليني استفاد اليوم أكثر من اليورو من إعلان البنك المركزي الأوروبي، و ذلك لأن المتداولين اتجهوا نحو الأصول المرتفعة العائد مما سبب انخفاضاً في سعر صرف الدولار الأمريكي استفاد الجنيه الإسترليني منه.

التحليل الفني يظهر بأن الزوج رغم ارتفاعه و اختراقه لمستوى 1.5935 إلا أن هذا الاختراق لم يتأكد، إذ علينا أن نستمر في رقابتنا للزوج لتأكيد أن الاختراق مستمر لدفع الزوج في مزيد من الاتجاه الصاعد.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني و انتظار شهادة برنانكيه و بيانات الناتج المحلي الأمريكي

مع وصول الزوج يوم أمس لمستويات حول 80.00 ين للدولار الأمريكي الواحد، أصبحت الموجة الهابطة للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني أقل حدّة، فقد انخفض الدولار الأمريكي هذا اليوم مقابل الين الياباني بعد ملامسته للأعلى عند سعر 80.68 ين وصولاً إلى الأدنى 80.25 ين للدولار الأمريكي الواحد، لكن جميع تداولات هذا اليوم بقيت ضمن نطاق تداول يوم أمس و ذلك لأن المتداولين يعتقدون بأن بنك اليابان قد يوقف أي ارتفاع في سعر صرف الين لدعم الاقتصاد.

ينتظر الآن المتداولون بيانات تقدير النمو في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في القراءة الثانية، و أي تغيير في القراءة قد يسبب تذبذب كبير في حركة الأسواق المالية و الثقة. كذلك، سوف نكون مع شهادة محافظ البنك الفيدرالي الأمريكي بن برنانكيه ، و هذا قد يؤثر أيضاً في الأسواق المالية بشكل ملحوظ.