مر اجتماع آخر لمجموعة العشرين خلال عطلة نهاية الأسبوع دون التعليق على سوق العملات ومع الالتزام المستمر بالمحافظة على خطط التحفيز، وانخفض الدولار الأميركي بحدة مقابل العملات الرئيسية والذهب. في البداية أدت صدمة الأنباء التي قالت يوم الجمعة إن نسبة
البطالة في الولايات المتحدة ارتفعت إلى 10.2 % إلى دفع المستثمرين نحو الخروج من المعاملات المرتبطة بالمخاطرة، مع انخفاض الذهب وهبوط اليورو مقابل الدولار الأميركي بشكل حاد باتجاه دعم الجانب السفلي. ولكن بمجرد تلاشي تأثير عملية التصحيح
العنيفة وعودة التفكير المنطقي ليسود في السوق، عكست الأسواق حركتها بحماس مستنتجة أن بيانات التشغيل السيئة هي مجرد ضمان لبقاء نسبة الفائدة منخفضة لمدة طويلة. ومنذ ذلك الحين، استرد اليورو مقابل الدولار الأميركي قوته بثقة وارتفع إلى ما فوق 1.4900
واخترق الذهب جميع القمم التي حققها في تاريخه ليرتفع أكثر (بلغ 1108.40 دولار في ساعة كتابة هذا التقرير). ونشعر أن الأحداث والتطورات المهمة التي شهدناها الأسبوع الماضي قد حددت الآن التوجهات الرئيسية في الأسواق حتى نهاية العام؛ وهي بشكل
رئيسي أن الرغبة في المخاطرة ستستمر في التحسن على خلفية انخفاض نسبة الفائدة والتحفيز المالي، وستستمر الأصول الخطرة في الارتفاع على حساب الدولار الأميركي. وتبدو المخاطر الرئيسية على هذا التوجه محايدة في الوقت الحالي؛ فالبنوك المركزية مترددة بشأن
زعزعة ميول المستهلكين الهشة بالحديث عن حتمية سحب التحفيز، وبدأ تأثير التدخل الكلامي على أسعار العملات يبدو فارغاً بدون أن تتبعه إجراءات ملموسة. وبالتالي لم يتبق الكثير من العقبات في الأفق لوقف بيع الدولار الأميركي، وما زلنا ننتظر المزيد من عمليات التصحيح
لبيع المزيد من الدولارات. وبعد سلسلة البيانات الاقتصادية المهمة التي صدرت الأسبوع الماضي مع اجتماعات البنوك المركزية، يبدو هذا الأسبوع أقل أهمية بكثير. وسيكون أهم حدث اليوم هو بيانات الإنتاج الصناعي الألماني، بينما يجلب الغد البيانات النهائية لمؤشر أسعار
المستهلكين الألماني واستطلاع ZEW الألماني أيضاً. ونعتقد أن العوامل المحركة لأسواق العملات في الأيام المقبلة ستكون فنية حتماً؛ ومع انهيار مستويات دعم الدولار الأميركي خلال الليل، يبدو أن عملات الأسواق الناشئة والعملات الرئيسية على حد سواء تستهدف
العودة إلى قممها الأخيرة مقابل الدولار الأميركي. تقع المقاومة الرئيسية لليورو مقابل الدولار الأميركي عند 1.5063 (أعلى سعر ليوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول)، ويواجه الدولار الأميركي مقابل الفرنك السويسري دعماً عند 1.0037 قبل الانتقال
إلى التعادل، ويبدو أن الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأميركي لا يواجه سوى مقاومة ضعيفة ومشتتة بين المستويات الحالية ( 1.6780 ) ويهدد بالعودة إلى 1.7000 . سيكون يوم الأربعاء يوم عطلة رسمية في الولايات المتحدة ولكننا سنتلقى
بيانات مؤشر أسعار المستهلكين من النرويج وبيانات نسبة البطالة البريطانية عن منظمة العمل الدولية، تتبعها بيانات مبيعات التجزئة النيوزيلندي في المساء. أما يوم الخميس فسيشهد ازدياداً طفيفاً في الأحداق بصدور بيانات نسبة البطالة الأسترالية ومؤشر أسعار المستهلكين
السويدي والإنتاج الصناعي الأوروبي، بينما يجلب لنا يوم الجمعة إجمالي الناتج المحلي الأوروبي ومؤشر جامعة متشيغان لثقة المستهلك في الولايات المتحدة.
0 التعليقات:
أنشر تعليقك