آخر أيام العام 2009 ، المستثمرون يفضلون الإستمتاع بالأعياد بدلاً من الغوص في خضم الأسواق
ها نحن نقف على مشارف العام الجديد 2010 عزيزي القارئ، حيث ما زال أكبر إقتصاد في العالم يستشعر تبعات أسوأ أزمة مالية تعم العالم منذ الكساد العظيم، ولكن لا يمكننا إنكار حقيقة أن الإقتصاد الأمريكي بدأ في إظهار علامات ودلائل تحسن وانتعاش خلال الأشهر القليلة الماضية.فقد بدأت وتيرة الأنشطة الإقتصادية ترتفع تدريجياً خلال الربع الثالث من العام الحالي 2009 وسط استمرار دعم الحكومة الأمريكية لتلك الأنشطة، ومع ذلك فما تزال الحكومة الأمريكية غير قادرة على مواجهة مستويات البطالة المرتفعة في البلاد، وبالتالي فمن المتوقع أن يبقى الإقتصاد ضعيفاً.
فإذا ما دققنا النظر في في مستويات البطالة، سنجد أن مستويات البطالة استمرت في الإرتفاع خلال الأشهر القليلة الماضية لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ العام 1983 عند 10.0% خلال شهر تشرين الثاني، حيث استمر أرباب العمل في الولايات المتحدة الأمريكية في الإستغناء عن المزيد من الأيدي العاملة في سبيل خفض التكاليف، مع العلم بأن وتيرة تسريح العمال تباطأت نوعاً ما في الآونة الأخيرة، بسبب ظهور بدايات التحسن والانتعاش في الآونة الأخيرة، لكن الأمر سيستغرق المزيد من الوقت قبل أن تتمكن الشركات الأمريكية من توظيف المزيد من العمال، حيث ما زال الإقتصاد ضعيفاً نوعاً ما، بسبب ضعف مستويات الطلب.
هذا وسيصدر اليوم عم قطاع العمالة في الولايات المتحدة الأمريكية بيانات مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في 26 كانون الأول، حيث من المتوقع أن نشهد ارتفاعاً في المؤشر بما يقارب 8,000 طلب ليصل المؤشر إلى 460 ألف طلب بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 452 ألف طلب، في حين يتوقع أن ترتفع طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في 19 كانون الأول لتصل إلى 5.100 مليون طلب بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 5.076 مليون طلب.
وعلى ما يبدو فإن قطاع العمالة على مشارف الوصول إلى نهاية الركود الحالي الذي يعم القطاع، حيث قام مجلس الشيوخ الأمريكي بالموافقة على مشروع قرار من شأنه رفع وتيرة الأنشطة في قطاع العمالة، ومع ذلك فما زال قطاع العمالة بحاجة المزيد من الوقت قبل أن تتمكن الأنشطة فيه من استعادة عافيتها بالكامل، حتى في حال توقف أرباب العمل عن تسريح العمال، فلا ينبغي لنا توقع قيام الشركات بتوظيف المزيد من الأيدي العاملة، وحتى وإن قاموا بذلك، فلا ينبغي لنا توقع ارتفاع وتيرة التوظيف في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير.
لذا عزيزي القارئ فإن ارتفاع معدلات البطالة سيؤثر بالتأكيد على النمو في دخل الأفراد، وبالتالي سيبقى إنفاق المستهلكين ضعيفاً، الأمر الذي من شأنه أن يبقي على ضعف النمو في أكبر إقتصاد في العالم، مع العلم بأن الإنفاق يشكل ثلثي الأنشطة الإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية.
على أية حال فإن المستثمرين بعيدين عن أسواق الأسهم في الوقت الراهن نظراً لأن الولايات المتحدة تستمتع حالياً في ذروة موسم الأعياد والمناسبات، حيث انخفض حجم التداولات بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الحالي، فعلى ما يبدو بأن المستثمرين يستمتعون بالأعياد قبيل أن يعودوا إلى الأسواق في الأسبوع المقبل، لذا فلا بد لنا من توقع أن تشهد الأسواق اليوم حركات تداول ضعيفة.
وفي النهاية فإن العديد من المستثمرين يتوقعون أن يكون العام 2010 أفضل من العام 2009 بالنسبة للإقتصاد الأمريكي، حاله حال بقية الأنظمة الإقتصادية في العالم، حيث أضحت الأنظمة الإقتصادية في العالم ولأول مرة ضحية الركود الإقتصادي الأسوأ في التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية، ليسود البؤس أنحاء العالم أجمع، على أية حال فإن النصف الثاني من العام 2009 أبقى على الآمال القاضية بأن الأسوأ قد انتهى، وبأن الأنظمة الإقتصادية حول العالم في طريقها للإنتعاش والتعافي، لذا فمن المتوقع أن تستمر الأنظمة الإقتصادية في التعافي والإنتعاش خلال العام 2010 ، و ذلك يعني بأن العام 2010 سيكون أفضل بكثير من العام 2009 .
0 التعليقات: