إنسان النيندرتال "ورّث جيناته" الإنسان الحديث

11‏/05‏/2010

صورة متخيلة لإنسان النيندرتال
النظرية السائدة تشير إلى أن النيندرتال انقرض دون أن يترك أثرا وفى الحقيقة ان
لدى العديد من الناس اليوم بعض من جينات إنسان النيندرتال المنقرض، حسبما خلصت إليه دراسة علمية.
وقد فاجأت هذه النتائج كثيرا من الخبراء، لأن أدلة علم الوراثة تشير إلى أن إنسان النيندرتال ساهم قليلا إن لم يساهم على الإطلاق في ميراثنا الجيني.
وجاءت هذه النتائج بعد تحليل جينوم النيندرتال، وهو "دليل الإرشادات" الذي يصف كان عليه هذا الإنسان من الناحية البيولوجية.
وتبين أن جينوم نسبة تتراوح ما بين 1 في المئة و4 في المئة من سكان مناطق أوراسيا موروث عن النيندرتال.
لكن الدراسة تؤكد في المقابل أن أصل البشرية جمعاء يعود إلى مجموعة صغيرة من السكان الأفارقة انتشر عدد من أفرادها عبر العالم.
وتزعم النظرية الأكثر انتشارا عن أصول الإنسان –المعروفة بـ"انطلاقا من أفريقيا"- أن أسلاف بني البشر (هومو سابيينز Homo sapiens) عاشوا في أفريقيا قبل 200 ألف سنة.
وقبل 50 ألف سنة أو 60 ألفا غادرت مجموعة صغيرة القارة لتعمر باقي العالم.
وحتى إذا بدت مساهمة النيندرتال الوراثية –التي عثر عليها لدى عينة من أوروبا وآسيا وأقيانوسيا- ضئيلة، فإن نسبتها تظل أعلى مما كانت توحي به التحليلات الوراثية سابقا.
"إن [إنسان النيندرتال] لم ينقرض تماما. شيء منه مازال يحيا في البعض منا،" يقول البروفسور سفانتي بابو، من معه ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية بلايبسيك في ألمانيا.

 سلالة منفصلة

جمجمتي إنسان حديث (يمينا) وإنسان نيندرتالالبروفسور كريس سترينجر كبير الباحثين في أصول الإنسان في متحف التاريخ الطبيعي بلندن، وقد كان من بين أهم مهندسي نظرية "انطلاقا من أفريقيا".
قال سترينجر لبي بي سي: "تؤكد الدراسة في بعض النواحي ما كنا نعرفه من قبل، وهو أن إنسان النيندرتال كان سلالة منفصلة."
"ولكن المفاجأة بالنسبة للعديد منا هي في اكتشاف أن توالدا ما بين النيندرتال والإنسان الحديث قد وقع في الماضي."
وقال جون هوكس، الأستاذ المساعد لعلم الأنثروبولوجيا في جامعة وسكونسن ماديسون بالولايات المتحدة لبي بي سي معلقا على نسبة ما ورثه الإنسان الحديث عن النيندرتال: "إننا هم، وهم نحن. كان الأمر محتملا، لكن النسبة فاجأتني. لم أكن أتوقع إطلاقا أن ترتفع هذه النسبة إلى 4 في المئة".
ويعد الكشف عن تسلسل جينوم النيندرتال إنجازا علميا فارقا، وثمرة 4 سنوات من الجهد المشترك بين معهد ماكس بلانك وعدد من جامعات العالم.
وقد استخدم العلماء تقنية "فائقة الدقة والمردودية" مكنتهم من معالجة عدد من التسلسلات الجينية المختلفة في وقت واحد.
وتحتوي مسودة تسلسل النيندرتال الجيني على حمض نووي (DNA) استخرج من عظام ثلاثة من أفراد هذا الإنسان عثر عليها في فيندسا بكرواتيا.

عملية دقيقة

وكان العثور على مادة وراثية جيدة من رفات يعود تاريخه إلى عشرات الآلاف من السنين يتطلب التغلب على الكثير من الصعاب.
فالعينة لم تكن تحتوي سوى على قدر ضئيل من حمض النيندرتال النووي، استخلص من كميات كبيرة من حمض نووي للباكتيريا والفطر التي استوطنت رفاة النيندرتال الثلاثة بعد وفاتهم.
أضف إلى ذلك أن حمض النيندرتال النووي تكسر إلى قطع أصغر كما تغير كيميائيا. ولحسن الحظ أن التغيرات الكيميائية هذه حدثت بشكل منتظم مما مكن العلماء من إعداد برنامج حاسوبي لتصحيح هذه التغيرات.
وكتب العلماء الذين ساهموا في هذه الدراسة في المقال الذي نشرته مجلة ساينس يصفون كيف قارنوا بين مسودة تسلسل جينوم النيندرتال بجينوم الإنسان المعاصر في مختلف جهات العالم.
وأظهرت النتائج أن جينومات أفراد من بني الإنسان من غير سكان أفريقيا ما جنوب الصحراء ( سواء من أوروبا أو الصين أو غينيا الجديدة) هي أقرب إلى تسلسل النيندرتال الوراثي مقارنة مع الأفارقة.
ويبدو أن التفسير الأكثر احتمالا حسب الباحثين هو أن تزاوجا محدودا وقع بين أفراد من إنسان النيندرتال وبين أجداد الأوراسويين المعاصرين.
ويبدو أن ذلك حدث بينما كانت مجموعة الأفارقة المذكور تغادر القارة الأفريقية، سواء في شمال إفريقيا أو في الشام أو في الجزيرة العربية.
وتؤكد نظرية "انطلاقا من أفريقيا" أن الإنسان الحديث حل محل "القديم" من قبيل النيندرتال دون أدنى تزاوج، حسب المدافعين على النموذج "المحافظ" لهذه النظرية
عن : BBC

0 التعليقات:

أضف تعليق

أنشر تعليقك

السابق التالى الصفحة الرئيسية
 
 
 

MATAF تحليــلات

التحليلات اليومية والأخبار

 
تحذير المخاطرة | سياسة الخصوصية | من نحن ؟ | اتصل بنا | إعلن معنا | RSS | الرئيسية
...............................................................................................................................................................................................................................................................................
توضيح مخاطرة
المعلومات الواردة في هذا الموقع الإلكتروني هي للإطلاع فقط . ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم او سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني اي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي الى أرباح تجارية . وبالتالي فإن الموقع والعاملون به والشركات التابعة له ليسو مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه
تحذير مخاطرة
يعتبر الاستثمار في سوق العملات العالمية باستخدام الهامش أو الروافع المالية من المجالات الاستثمارية عالية الخطورة والتي تستلزم وضع العديد من الأسس العلمية الكفيلة بإنجاح العمليات الاستثمارية في هذا السوق وليس بالضرورة أن تكون هذه المتاجرة متوافقة مع كل المستثمرين، و بالتالي فإن الإستثمار في هذه السوق يتطلب قدرا عاليا من الدراية بمخاطره وتوخي الحذر عند اتخاذ قرار الشراء والبيع.
تداول العملات
الأجنبية يمكن أن يكون مربح للمستثمرين ذوي الخبرة ومع ذلك فإنه قبل اتخاذ قرار بالمشاركة في سوق العملات يجب أن تنظر بعناية في أهداف استثمارك ومستوى الخبرات والمخاطر والأهم من ذلك أن لا تستثمر أموالا لا تستطيع تحمل خسارتها حيث أن هناك قدر كبير من التعرض لمخاطر تقلبات أسعار الصرف الأجنبي، فأي صفقة في سوق العملات تنطوي على مخاطر بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، احتمال تغير سياسي أو الظروف الاقتصادية التي قد تؤثر تأثيرا بشكل كبير في الأسعار أو سيولة العملة مما قد ينتج عنه خسارة بعض اموالك أو لا سمح الله جميع ماتملك في هذا السوق
Copyright © فوركس واى