
ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات الرئيسية الستة مرّة أخرى في تداولات هذا اليوم و نرى مؤشر الدولار الأمريكي يتداول في مستويات حول 78.25 نقطة و هي المستويات الأعلى له منذ الرابع من شهر أيلول الماضي . ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي نشأ إثر جني واسع للأرباح قبل أن تبدأ عطلة الأعياد إلى جانب أن هنالك من المستثمرين من اتجهوا للدولار الأمريكي ليس كملاذ آمن و نقد بل لشراء استثمارات بواسطته بعد أن تغيّرت توقعات سياسات البنك الفيدرالي الأمريكي و التي بالرغم من أن البنك أكّد على احتمال تثبيت سعر الفائدة حتى بداية النصف الثاني من عام 2010 إلا أن المستثمرين يرون احتمال أن يكون البنك مجبرا ً على تغيير نحو رفع الفائدة في وقت يسبق ذلك . البيانات الاقتصادية التي تصدر من الاقتصاد الأمريكي تشير إلى استقراره و بذلك انتشر التفاؤل في الاقتصاد الدولي إلى حد ما بالرغم من أزمة ديون دبي و برغم تخفيض التقييم الائتماني لليونان .
البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم من فرنسا أشارت إلى انكماش غير متوقع في الإنفاق الاستهلاكي خلال شهر تشرين الثاني الماضي و هذه البيانات أثقلت على البيانات الإيجابية الإيطالية التي كان أهمها ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك نحو مستوى 113.7 و ارتفاع مبيعات التجزئة السنوية على غير المتوقع . الاقتصاد الفرنسي هو ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي و هذا ما جعل سلبية البيانات التي صدرت من فرنسا تطغى على البيانات الإيطالية و لا يجب أن ننسى التشاؤم الكبير حول المنقطة بعد أن تم تخفيض تقييم اليونان الائتماني مما جعل العديد يعتقد بأن البنك الأوروبي سوف يؤخر تغيير السياسة النقدية لديه و يبقى سعر الفائدة المرجعي عند نفس المستوى 1.00% لفترة أطول مما أشارت التوقعات السابقة .
بين توقعات تأخر رفع الفائدة الأوروبية عن التوقعات السابقة و توقعات أن يرفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة في وقت يسبق التوقعات الأولية نرى اليورو يستمر في موجة انخفاضه هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي و يتداول في أدنى مستويات له منذ الرابع من أيلول الماضي . انخفض سعر صرف اليورو في تداولات يوم أمس نحو الأدنى له عند 1.4215 فيما نرى زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي يتداول في مستويات بين الأعلى 1.4275 و الأدنى 1.4232 قرب الأدنى له منذ التاريخ المذكور .
يتداول سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي بين مستوى الدعم 1.4185 و مستوى المقاومة الأقرب عند 1.4285 و يبدو أن أي تداولات ما دون هذه المقاومة سوف تأخذ الزوج فعلا ً لاختبار مستويات الدعم المذكورة . التشبع الكبير في البيع الذي نراه على مؤشرات العزم قد يكون عائقا ً لأن يشهد الزوج حركات عنيفة هابطة خصوصا ً في وقت تنخفض فيه أحجام التداول إلا أن الاتجاه الإجمالي يبدو أنه يميل للهبوط حتى لو كان ببطء شديد.
من المملكة المتحدة لم تنجح بيانات القروض على شراء المنازل في أن تحد من سلبية مؤشر الخدمات الذي ظهر بقيمة 0.2- % مشيرا ً إلى سلبية في القطاع . تقرير اجتماع البنك البريطاني أشار إلى أن نتيجة التصويت كانت في الإجماع على تثبيت سعر الفائدة في المملكة المتحدة عند مستوى 0.50% فيما تم أكيد تخصيص مبلغ 200 مليار من تضاف إلى سياسة التخفيف الكمي .
استمر الجنيه الإسترليني هذا اليوم في اتجاهه الهابط وصولا ً إلى مستوى 1.5922 مكتفيا ً في الأعلى عند مستوى 1.5978 دولار للجنيه الإسترليني الواحد . هذه التداولات السلبية على الزوج ما زالت تؤثر فيه جراء قوة الدولار الأمريكي الكبيرة التي اكتسبها في وقت ما زال فيه الجنيه ضعيف في الأصل . فكما نرى سعر صرف الجنيه قد انخفض مقابل الدولار نجده قد انخفض أيضا ً مقابل اليورو ليصل هذا اليوم نحو مستوى 0.8951 جنيه لليورو الواحد منخفضا ً من مستوى 0.8910 جنيه لليورو الواحد .
يتداول الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي في سلبية كبيرة منذ كسر مستوى 1.6155 و حتى هذه اللحظة يتداول الزوج في اتجاه هابط يستهدف مستويات الدعم 1.5850 و يبقى هذه الاحتمال قائما ً هذا اليوم بما أن التداولات مستقرة ما دون المقاومة الفرعية 1.6085 دولار أمريكي للجنيه الإسترليني الواحد .
في انتظار تقرير اجتماع البنك الياباني , يشهد الين الياباني استمرارية في ضعفه مقابل الدولار الأمريكي و يتداول سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم بين الأدنى له عند 91.53 و الأعلى عند 91.86 ين للدولار الأمريكي الواحد . هذه المستويات التي يتداول فيها الزوج هي الأعلى للدولار منذ أواخر تشرين الأول الماضي و يبدو أن الزوج ما زال يصر على تحقيق المزيد من الارتفاع الذي قد ينجح في أن يجعله يخترق مستوى المقاومة المهم 92.25 للابتعاد أكثر نحو مستوى 93.25 الأكثر أهمية .
تداولات ضعيفة فعلا ً لكنها تظهر أن العملات مستسلمة لقوّة الدولار الأمريكي لتخضع جاثية أمامه , السؤال الآن الذي يدور في الأسواق المالية في هل أن هذه القوّة التي يتمّتّع فيها الدولار الأمريكي حقيقية و سوف تدوم لتؤثر على تداولات العام القادم أم أنها مجرّد طلبات شرائية للدولار وسط جني الأرباح الذي يسبق عطلة الأعياد , لكن ما يلفت النظر هو أن مؤشرات الأسهم ما زالت تتداول بإيجابية و هذا يدل على استمرارية الاتجاه نحو الأصول الاستثمارية و هذا ما يضعنا أمام السؤال الأصعب الذي يدور في أذهان البعض في هل حقا ً أصبح الدولار عملة استثمارية جيدة و في حال كان ذلك هو ما يراه المتداولون فهل هذا منطقي الآن ؟
0 التعليقات: