
قبل يوم واحد من الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد حيث غابت البيانات الاقتصادية من المنطقة الأوروبية ككل, بالإضافة إلى من شأن الأسواق أن تغلق باكرا اليوم, لذا نلاحظ الهدوء الشديد الذي يغلب على المنطقة الأوروبية ككل وهو بمثابة وقفة قصيرة قبل انتهاء عام كان مليء بالأحداث التي اتخذت لها مكانا بارزاً في صدر تاريخ الاقتصاد الحديث.
الآن بدأت مؤسسات التصنيف الائتماني تراجع حساباتها و موقفها نحو مدى منح التصنيف المناسب في الوقت الذي كانت فيه من أحد العوامل الرئيسية في حدوث الأزمة المالية العالمية الأسوأ منذ الكساد العظيم, لذا بين اليوم و الآخر الإعلان عن خفض التصنيف الائتماني للدول في القارة الأوروبية مثل ما شهدنا أسوأ مثال على ذلك استمرار خفض التصنيف الائتماني لليونان التي لديها أعلى نسبة عجز بلغ 12.7% من الناتج المحلي الإجمالي بين دول منطقة اليورو الستة عشر و الذي تخطى المستوى المعياري الذي وضعه الاتحاد الأوروبي بنسبة 3.0%.
أيضا نرى استمرار إعلان مؤسسات التصنيف الائتماني عن تعرض الاقتصاد البريطاني لفقد التنصيف الائتمان المرتفع في الوقت الذي لايزال فيه يعاني من ويلات الركود و اتساع عجز الموازنة بشكل قياسي.
على الجانب ونحن مع انتهاء هذا العام إذ شهدنا إما تحقق النمو أو تقلص حدة الانكماش لأهم اقتصاديات القارة الأوروبية, بداية باقتصاديات منطقة اليورو الستة عشر حيث حققت النمو في الربع الثالث بعد خمسة أرباع من الانكماش, بينما تراجعت وتيرة انكماش الاقتصاد البريطاني في الربع الثالث و الآمال معلقة على خروج الاقتصاد من الركود في الربع الرابع, و عن الاقتصاد السويسري ثامن أكبر الاقتصاديات الأوروبية حقق نموً أيضا في الربع الثالث بعد عام متواصل من الانكماش.
على الرغم من ذلك التحسن إلا أن ضعف سوق العمل و ارتفاع معدل البطالة يعد من أحد العوائق التي تواجه تحقق التعافي في تلك الدول, معدل البطالة في منطقة اليورو لايزال مقتربا من أعلى مستوياته لأقل من 11 عام بنسبة 9.8%, معدل البطالة في الاقتصاد البريطاني بلغ 7.9% و هو بذلك الأعلى منذ أكثر من الأربعة عشر عام.
و يجدر الإشارة إلى أن الأسواق في حالة من ضعف السيولة الشديدة في ضوء قيام المستثمرين بإغلاق مراكزهم المالية قبل العطلات, هذا وسوف تستمر هذه الحالة حتى نهاية العام الحالي وبالتالي قد نشهد إما تحركات في نطاق ضيق للغاية أو عشوائية شديدة في التداول قد تدفع أزواج العملات للتحرك العنيف صعودا و هبوطاً دون اتجاه صريح.
0 التعليقات: