ارتفاع مبيعات التجزئة و تقلص العجز في الميزان التجاري أظهر علامات جديدة علي قوة التعافي الاقتصاد الاسترالي
أظهرت القراءة الموسمية لمبيعات التجزئة اليوم في استراليا ارتفاع القراءة لأعلي مستوي لها منذ ثمانية أشهر مع زيادة الإنفاق الأسري في استراليا علي الملابس و الغذاء مما يظهر علامة جديدة علي قوة تعافي الاقتصاد الاسترالي، علي الصعيد الأخر فقد أظهرت قراءة الميزان التجاري تقلص العجز مع تراجع الواردات بصورة أكبر من تراجع الصادرات و ذلك في ظل تعافي الطلب العالمي و خاصة من قبل الصين التي تقود التعافي في المنقطة الآسيوية.صدر من الاقتصاد الاسترالي اليوم قراءة الميزان التجاري لشهر تشرين الثاني التي أظهرت عجز بقيمة -1700$A مليون و بذلك فقد تقلص العجز عن ما كان علية في القراءة السابقة لشهر تشرين الأول بقيمة -2080$A مليون التي عدلت من عجز بقيمة -2379$A مليون، و تعد القراءة الحالية بذلك أفضل من توقعات المحللين التي أشارت لعجز بقيمة -1800$A مليون.
أظهر التقرير اليوم تراجع الصادرات الاسترالية بنسبة -2% لتصل إلي ما قيمته 19.3$A بليون، الجدير بالذكر أن الشحنات البحرية من الحديد الخام ارتفعت بنسبة 5%، و ذلك في ظل تعافي الطلب العالمي عقب الخطط التحفيزية العالمية التي تقدر بنحو 2.2$ تريليون و خاصة مع ارتفاع الطلب من قبل الصين التي تعد أكبر مستهلك للحديد الخام في العالم.
نوه السيد ستيفنز حاكم البنك المركزي الاسترالي في مطلع شهر كانون الأول الماضي مع قيامه برفع أسعار الفائدة للشهر الثالث علي التوالي بنحو 25 نقطة أساس ليصل بها لنسبة 3.75%، لكون الصين تعد أكبر شريك تجاري لاسترالي، الخطط التحفيزية من قبل الحكومة الصينية التي تقدر بنحو 4 تريليون يوان و التي عملت علي تحفيز الإنفاق الاستهلاكي لدعم الجبهة الداخلية للاقتصاد في ظل تراجع الصادرات، دعمت صادرات الدول الآسيوية بشكل ملحوظ في ذلك ارتفاع الطلب من قبل ثالث أكبر اقتصاد في العالم الذي يقود التعافي في المنطقة الآسيوية.
أما عن الواردات فقد تراجعت بنسبة -3% لتصل إلي ما قيمته 20.7$A بليون و ذلك مع تراجع واردات البضائع الرأسمالية بنسبة 8%، في حين ارتفعت الواردات من الآلات خلال شهر تشرين الثاني بنسبة 10% عن ما كانت علي في شهر تشرين الأول.
كما صدر أيضا من الاقتصاد الاسترالي اليوم القراءة المعدلة موسميا لمبيعات التجزئة لشهر تشرين الثاني بنسبة 1.4% و بذلك فهي أعلي من القراءة السابقة لشهر تشرين الأول بنسبة 0.4% التي عدلت من نسبة 0.3%، و تعد القراءة الحالية بذلك أفضل من توقعات المحللين التي أشارت لنسبة 0.2%.
أظهر التقرير اليوم ارتفاع إنفاق الأسر الاسترالية خلال شهر تشرين الثاني بنسبة 2.5% علي الملابس و بنسبة 1.6% علي الغذاء، ذلك بالإضافة لارتفاع مبيعات البضائع المنزلية بنسبة 1.7%، تراجع معدلات البطالة في شهر تشرين الثاني لنسبة 5.7% بالإضافة لتعين نحو 99.5 ألف موظف خلال الثالثة أشهر المنقضية في شهر تشرين الثاني يعد من ضمن العوامل التي ساهمت في ارتفاع مبيعات التجزئة بشكل ملحوظ علي عكس التوقعات اليوم خاصة قبل أعياد عيد الميلاد المجيد.
أشار البنك المركزي الاسترالي من قبل لكون الإنفاق الاستهلاكي سيدعم تسارع نمو الاقتصاد خلال عام 2010، البيانات الاقتصادية الإيجابية التي أظهرها الاقتصاد الاسترالي خلال الفترة الماضية دعمت بشكل ملحوظ التوقعات تجاه الاقتصاد الاسترالي خلال الفترة المقبلة كما أنها دعم بشكل ملحوظ ثقة المستهلكين التي وصلت خلال شهر تشرين الأول لقرب أعلي مستوي لها منذ ستة أعوام قبل أن تتراجع خلال الشهرين الماضيين عقب قيام السيد ستيفنز برفع أسعار الفائدة.
الجدير بالذكر أن الاقتصاد الاسترالي يعد واحدة من الاقتصاديات العالمية الكبرى التي استطاعت تفادي السقوط في دوامة الركود الاقتصادي خلال الربع الأول من عام 2009، مدعوما بالسياسة النقدية من قبل البنك المركزي الاسترالي بالإضافة للخطط التحفيزية من قبل الحكومة الاسترالية التي تقدر بنحو 42$A بليون و التي خصصت ما قيمته 20$A بليون لتحفيز الإنفاق الاستهلاكي بالإضافة لتخصيص ما قيمته 22$A بليون من إجمالي تلك الخطط لزيادة الإنفاق الحكومي علي البنية التحتية من الطرق و المدارس و المطارات، الجدير بالذكر أن الاقتصاد الاسترالي اتساع بنسبة 0.2% خلال الربع الثالث للربع الثالث علي التوالي.
يتوقع المحللون أن يقوم السيد ستيفنز برفع أسعار الفائدة في مطلع شهر شباط المقبل بنحو 25 نقطة أساس للشهر الرابع علي التوالي ليصل بأسعار الفائدة عند نسبة 4.0% و ذلك في ظل التعافي الملحوظ للاقتصاد، علي الصعيد الأخر أشار بعض المحللون لكون رفع أسعار الفائدة قد يؤثر بشكل سلبي علي تسارع نمو الاقتصاد خلال الفترة المقبلة خاصة مع قرب نفاذ الخطط التحفيزية التي تدعم الإنفاق الاستهلاكي مما قد ينعكس بشكل سلبي علي الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي.
0 التعليقات: