الأسهم الأمريكية تنخفض قبيل الافتتاح .. في حين تنتظر الأسواق صدور مؤشر طلبات البضائع المعمرة وشهادة برنانكي
ها هو الاقتصاد الأمريكي يعود لنا اليوم حاملاً في جعبته المزيد من البيانات والأخبار الاقتصادية قبيل إصدار القراءة المتقدمة للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الرابع يوم غد الجمعة، حيث من المتوقع أن يظهر التقرير المزيد من التوسع في أنشطة الاقتصاد الأمريكي الاقتصادية خلال الربع الرابع من العام 2009 ، أما بيانات اليوم فستحمل تأثيراً مهماً على الأسواق نظراً لعودة الاقتصاد الأمريكي لإصدار البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع، في الوقت الذي تسود فيه مشاعر من التشاؤم في أوساط المستثمرين حيث صدرت هذه البيانات في قراءاتها السابقة بأدنى من التوقعات.
وستتركز التقارير الصادرة اليوم على أنماط الانفاق، هذا إلى جانب بيانات عن قطاع العمالة من خلال مؤشر طلبات الإعانة الأمريكي والذي يتأرجح من أسبوع إلى آخر، ففي أسبوع نراه منخفضاً وفي الأسبوع الذي يليه نراه مرتفعاً.
وسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي مؤشر طلبات البضائع المعمرة خلال شهر كانون الثاني، حيث من المتوقع أن يرتفع المؤشر بنسبة 1.5% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 0.3% ، في حين تشير التوقعات إلى أن مؤشر الطلبات المعمرة عدا المواصلات سيرتفع بنسبة 1.0% خلال الفترة ذاتها بالمقارنة مع قراءة تشرين الأول والتي بلغت 0.9%.
ويظهر مؤشر طلبات البضائع المعمرة نظرة أوسع لإنفاق المستهلكين، ولكن خلال الفترة نفسها، فقد رأينا تقارير مختلفة تظهر انخفاضاً حاداً في الأنشطة الاقتصادية بدءاً بثقة المستهلكين وصولاً إلى الإنفاق أو مبيعات المنازل، فكما رأينا يوم أمس تقريراً عن مبيعات المنازل الجديدة والتي انخفضت إلى مستويات قياسية متدنية، لذا فطلبات المبضائع المعمرة لن تظهر ارتفاعاً حاداً، حيث ما زال قطاع المنازل يعاني الأمرين جراء ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، هذا إلى جانب تشديد شروط الائتمان، حيث يشكل هاذين العاملين مطرقة تعمل على تدمير الأنشطة الاقتصادية في القطاع، هذا إلى جانب عملها على الحد من مستويات الإنفاق.
وتشكل معدلات البطالة في الوقت الحالي تهديداً للأنشطة الاقتصادية، هذا إلى جانب تشديد شروط الائتمان، ليعمل هاذين العاملين كما أسلفنا على الحد من مستويات الإنفاق في الولايات المتحدة الأمريكية، علماً بأن الإنفاق يشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي تقريباً، لذا فالنمو في الاقتصاد الأمريكي سيواصل ضعفه، إلا في حال قيام صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكي بإيجاد حل لارتفاع معدلات البطالة في البلاد على أن يكون الحل في أقرب وقت ممكن، ولكن الأخبار التي جاءت من مجلس الشيوخ الأمريكي يوم أمس كانت جيدة إلى حد كبير، حيث وافق المجلس على مشروع خطة بقيمة 15 مليار دولار أمريكي تهدف إلى مساعدة الشركات الصغيرة في توظيف المزيد من الأيدي العاملة مرة أخرى عقب فقدان الاقتصاد الأمريكي لأكثر من 8.4 مليون وظيفة خلال أسوأ أزمة مالية منذ الحرب العالمية الثانية.
وستكشف وزارة التجارة الأمريكية النقاب ن تقرير طلبات الإعانة والتي يتقدم بها العاطلين عن العمل، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض وتيرة تقديم الطلبات خلال الأسبوع المنتهي في 20 من شباط لتصل إلى 460 ألف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 473 ألف طلب، بينما تشير التوقعات إلى ارتفاع طفيف في طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في 13 شباط لتصل إلى 4570 مليون طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 4563 مليون طلب.
هذا وسيواصل رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي اليوم شهادته أمام الكونغرس والتي تستمر ليومين، حيث سيناقش برنانكي تقرير السياسة النقدية، حيث لا يتوقع أن يشهد خطاب برنانكي أي تغيير عن خطابه يوم أمس، حيث أكد برنانكي يوم أمس بأن مستويات التضخم لا تزال تحت السيطرة، وبأن قطاع العمالة يحتاج إلى المزيد من الدعم من قبل صناع القرار، ولكن الأهم في خطاب برنانكي كان من خلال تأكيده على أن معدلات الفائدة الرئيسية سوف تبقى عند مستويات متدنية لفترة أطول من الزمن لدعم النمو الاقتصادي في البلاد، مشيراً إلى أن الفدرالي الأمريكي سيقوم بتشديد شياساته النقدية عند الحاجة، ولكن المستثمرين سيشعرون بالارتياح كون تلك الخطوة سوف تستغرق بعض الوقت لتتحقق.
وفي النهاية عزيزي القارئ، فقد انخفضت أسعار العقود المستقبلية لمؤشر الداو جونز بواقع 33 نقطة أي 0.3% لتصل إلى 10,332 نقطة، أما عقود S&P 500 فقد انخفضت 4.60 نقطة أي 0.4% لتصل إلى 1,099.00 نقطة، في حين انخفضت أسعار العقود المستقبلية لمؤشر الناسداك 100 بنسبة 0.4% أي ما يعادل 8.00 نقطة لتصل إلى 1,806.00 نقطة.
0 التعليقات: