بين القلق و انتظار تحقق الآمال، نيران اختلاط الآراء تنقض راحة الأسواق الأوروبية
بيانات مقلقة من المملكة المتحدة اجتمعت مع بيانات أوروبية زادت القلق لدى المتداولين بعد أن قامت شركة Moody بإظهار احتمالية أن يتم تخفيض تقييم المملكة المتحدة و الولايات المتحدة الائتماني و الذي يتواجد حالياً عند تقييم ( AAA ) لكل منهما. استمرارية تواجد مؤشرات التوظيف الأوروبية في السلب أدّت إلى استمرار الضغوط السلبية على الاقتصاد الأوروبي من وجهة نظر المتابعين له في ظل الأزمة التي تواجهها بعض الدول في الاتحاد الأوروبي أهمها اليونان .
استمرارية ضعف قطاع المنازل في المملكة المتحدّة يشكّل تحدياً كبيراً للبنك البريطاني المركزي، و مع القلق الذي عاد ليدور حول تخفيض تقييم المملكة المتحدة الائتماني نشأت حالة من الذعر بين المستثمرين في الأسواق المالية البريطانية و نرى انخفاضاً في مؤشر فوتسي البريطاني في هذه اللحظات متداولاً عند مشارف 5600.00 نقطة في ظل عمليات جني الأرباح التي حصلت.
من أوروبا، البيانات التي صدرت مشيرة إلى استمرارية تواجد مؤشرات التوظيف في السلب أضافت للقلق الدائر في الأسواق مزيداً من الضغوط. رغم أن هذه البيانات تعتبر إيجابية مقارنة في السابق إلا أنها في نفس الوقت تشير إلى استمرار ضعف سوق العمل. شهدنا من الاقتصاد الأوروبي و الاقتصاديات العظمى فيه انخفاضاً في وتيرة التعافي خلال الربع الرابع الماضي، بل أيضاً نرى في ألمانيا توقّف الناتج المحلي الإجمالي عن النمو تماماً خلال الربع الرابع الماضي و مع القلق تجاه أزمة ديون اليونان لا تستطيع كلمات وصف ما يحصل من تذبذب حاد في الآراء في الاقتصاد الأوروبي و الأسواق المالية فيه.
هذا اليوم نحن في انتظار اجتماع وزراء المالية الأوروبيين و الآمال معلّقة على خطة الـ 4.8 مليار يورو في تخفيض عجز الميزانية أن تضع اليونان مرّة أخرى على أول طريق الخروج من أزمتها. لكن في نفس الوقت نرى بأن سياسة اليونان في إتباع سياسة شد الحزام قد تجعل هذه الخطّة غير ضرورية. لتحديد ما هو الأفضل تجاه اليونان، نرى بأن المتداولين قلقون تجاه ما سوف ينتج من هذا الاجتماع المقرر عقده اليوم و يستمر ليوم غد. بين التفاؤل في حل مشكلة اليونان و بين التشاؤم من الوضع الحقيقي في اليونان و الاتحاد الأوروبي ككل نرى حالة من الاختلاط في الآراء تسيطر على المتداولين و المتابعين و المحللين الاقتصاديين و السياسيين.
من ناحية الثقة في الأسواق الأمريكية، لم تكن الثقة هناك أفضل حالاً هذا اليوم في ظل التقييم الائتماني الأمريكي المهدد في التخفيض من قبل شركة Moody أيضاً. لا شك في أن البيانات الاقتصادية بشكل إجمالي في الولايات المتحدة إيجابية، لكن في نفس الوقت نرى بأنه و بشكل عام خلال الفترة القصيرة الماضية أظهرت البيانات بعض الانخفاض في أداء القطاعات الأمريكية.
تضيف الصين إلى التذبذب في آراء المستثمرين في الأسواق المالية مزيداً من التعقيد، تريد الصين إيقاف النمو الزائد عن الحد في الناتج المحلي الإجمالي خوفاً من حصول فقاعات اقتصادية و هذا يجعل البنك الصيني يتجه إلى سياسات تشديد ظروف الائتمان مما يسبب أيضاً قلقاً تجاه النمو الإجمالي في الاقتصاد الدولي عامةً كون الصين تعتبر الاقتصاد الثالث في العالم و الآمال معلّقة على الصين لتحفيز الاقتصاد الدولي على الاستمرارية في التعافي.
تداولات في اتجاه هابط في أسواق الأسهم الأوروبية، لا يجب أن نستغرب ذلك فالمستثمرون معذورون على جني أرباحهم في ظل حالة عدم الوضوح في الأسواق المالية. قد يكون هذا الأسبوع يحمل في طياته المزيد من التوضيحات حول ما يدور في الاقتصاد الدولي و الاقتصاد الأوروبي تحديداً و في دقّة أكبر مشكلة اليونان و ما ستؤول عليه الأمور فيها.
حتى تتضح الأمور أكثر، ها نحن نتابع المستجدات أولاً بأول لكن للأسف في ظل انتظارنا لا نستطيع منع المتداولين من الاستمرار في حذرهم و جني أرباحهم تحسّباً لأي شيء قد يظهر من المجهول. و ها نحن نتابع معاً الأسواق المالية التي تدب فيها نيران القلق و آمال في المستقبل.
0 التعليقات: