يوم خالٍ من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة .. وأنظار المستثمرين منصبة نحو بيانات قطاع المنازل والناتج المحلي الإجمالي خلال الأسبوع الحالي
ها نحن نقف على أعتاب جلسة تداولات أول أيام الأسبوع هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل شح في البيانات والأخبار الاقتصادية الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي خلال اليوم، مما ضغط على المستثمرين لانتظار بيانات قطاع المنازل والتي تسصدر عن الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع الحالي، في حين يحمل لنا آخر أيام تداولات الأسبوع الحالي بيانات الناتج المحلي الإجمالي في قراءته الثالثة للربع الرابع من العام 2009، والذي من المتوقع أن يظهر معدل نمو قوي.
ويعتقد المستثمرون بأن بيانات قطاع المنازل والتي ستصدر عن الاقتصاد الأمريكي لن تؤثر على الأسهم، فقد اعتاد المستثمرون على نوعية بيانات مروعة خلال الأشهر الماضية، حيث يشكل استقرار أسعار المنازل ما يكفي للمستثمرين خلال الوقت الحالي، نظراً لقيام قطاع المنازل بإرسال الاقتصاد الأمريكي برمته إلى أسوأ أزمة مالية منذ عقود.
وسيصدر عن قطاع المنازل عزيزي القارئ بيانات مبيعات المنازل الجديدة ومبيعات المنازل القائمة خلال الأسبوع الحالي، حيث تشير التوقعات إلى أن تلك التقارير ستظهر المزيد من الاستقرار في القطاع خلال شهر آذار، مع الإشارة إلى أن برامج دعم القطاع ستنتهي خلال الشهر الحالي، علماً بأن قطاع المنازل تلقى مساعدات هائلة من قبل الحكومة الأمريكية، في سبيل خفض مخزونات المنازل في السوق، هذا إلى جانب توجيه المستثمرين وتحفيزهم على شراء المنازل من جديد.
ومن جهة أخرى عزيزي القارئ فقد حافظ البنك الفدرالي الأمريكي على وعوده بإبقاء أسعار الفائدة الرئيسية ضمن مستويات متدنية، في سبيل مساعدة الاقتصاد الأمريكي على مواصلة عجلة التعافي والانتعاش، حيث صرح رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بأن أسعار الفائدة المتدنية سوف تكون لفترة أوسع من الزمن، لتؤكد وزارة التجارة الأمريكية على أن مبيعات المنازل الجديدة انخفضت إلى مستويات متدنية قياسية خلال شهر كانون الثاني.
ولكن قلق المستثمرين الرئيس عزيزي القارئ يكمن في اقتراب موعد نهاية برنامج إعادة الضرائب لمشتري المنازل لأول مرة والمقدم من قبل الحكومة الأمريكية، والذي ساعد قطاع المنازل على الانتعاش والتعافي خلال الأشهر القليلة الماضية، ولكن خلال الشهرين الماضيين، فقد شهدنا تراجع بيانات قطاع المنازل، في حين واصل المستثمرون توقع المزيد من التحسن في القطاع، ولكن البيانات والأخبار الصادرة عن القطاع خلال شهري كانون الثاني و شباط أظهرت عكس ما كان متوقعاً، وبالأخص التقرير الصادر عن الجمعية الوطنية لمديري العقاروالذي أكد على أن مبيعات المنازل القائمة انخفضت خلال شهر كانون الثاني بنسبة 7.2% ، هذا إلى جانب التقرير الحكومي والذي أظهر بأن مبيعات المنازل الجديدة انخفضت لأول مرة منذ ما يقارب من النصف عام، ليتراجع مؤشر الداو جونز الصناعي بواقع 120 نقطة.
وتتجه أنظار العالم أجمع إلى الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة، حيث سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي القراءة الثالثة والنهائية للناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الرابع من العام 2009، والذي من المتوقع أن يظهر نمواً قوياً يصل إلى 5.9% ، في حين تشير التوقعا ت إلى تعديل قراءة معدل النمو الخاصة بالربع الثالث من العام 2009 ، هذا إلى جانب تباطؤ عجلة التعافي والانتعاش خلال العام الحالي، حيث ما زال الاقتصاد الأمريكي يواجه تحديات جمة تكمن في معدلات البطالة المرتفعة، تشديد شروط الائتمان، مما سيعمل على تدمير الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، مما يقودنا إلى استنتاج يقول بأن عجلة التعافي والانتعاش قد تستغرق المزيد من الوقت، وقد يكون وقتاً بأطول من المتوقع، للوصول إلى مرحلة النمو على المدى البعيد بحلول العام 2011.
وينتظر صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية يوماً حافلاً، حيث صوت مجلس النواب الأمريكي على مشروع إصلاح الرعاية الصحية في صيغته النهائية لترسل إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ليتخذ مجلس الشيوخ الأمريكي الخطوة الأخيرة لتمرير أكبر خطة رعاية صحية خلال عقود، حيث شهدنا تصويت مجلس النواب الأمريكي يوم أمس بواقع 219 – 212 .
وستشمل الخطة أكثر من 30 مليون مواطن أمريكي غير مؤمن صحياً، هذا إلى جانب خفض العجز الأمريكي خلال العقدين القادمين، بالإضافة إلى حظر شركات التأمين من رفض تغطية الأشخاص ممن يعانون من حالات مرضية سابقة تحت مظلة التأمين الصحي، وسيتوجب على الرئيس الأمريكي باراك أوباما الآن تقديم المشروع لمواطني الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتضمن الخطة أكثر من 400 مليار دولار أمريكي من أموال الضرائب، إلى جانب 500 مليار دولار أمريكي، في سبيل فتح المزيد من المستشفيات والمؤسسات الطبية الأخرى.
0 التعليقات: