لكن لم تؤثر على الدور نصف النهائي لدوري ابطال اوروبا
في الوقت الذي تقوم فيه بلدان من جميع أنحاء العالم بإلغاء آلاف الرحلات الجوية إلى أوروبا، سحابة الرماد البركاني من أيسلندا البعيدة ما تزال تخلق فوضى لم يسبق لها مثيل في حركة النقل الجوي، مما يدفع بشركات الطيران لتحمل خسائر تتعدى 200 مليون دولار في اليوم. لكن لمشجعي كرة القدم، علينا طمأنتهم أن الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا سيجري في موعده المقرر.
ثوران البركان الأيسلندي الاسبوع الماضي و للمرة الثانية خلال شهر واحد، خلق حالة من الفوضى لم يسبق لها مثيل في النقل الجوي، أكبر حتى مما حصل بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، و ذلك بسبب سحابة الرماد التي نقلتها الرياح فوق جزء كبير من أوروبا.
على الرغم من أنه تم إعادة العديد من المطارات الأوروبية لكن بمرور محدود يوم الاثنين، الملايين من المسافرين و رجال الأعمال و السياح ما يزالون متأثرين بتعطل حركة الطيران الجوي، إذ تم إلغاء 63,000 رحلة حتى يوم الأحد، الأمر الذي دفع بالعديد للبحث عن سبل تنقل أخرى، مثل السفر بحرا، أو بالقطارات أو بسيارات ألأجرة، و التي غالبا ما تكون مزدحمة للغاية و أسعار أعلى بكثير من المعتاد.
بعض سائقي سيارات الأجرة يطالبون بـ4000 يورو مقابل نقل المسافرين من مدريد الى باريس. إحدى العائلات صرفت 9000 يورو من أجل العودة إلى لندن. من لم يحالفه الحظ في إيجاد تذكرة على متن السفن اضطر لاستئجار قارب خاص و الذي كلف في هذه الفترة حوالي 1000 يورو. آخرين أنفقوا 3000 يورو على تذاكر القطار و الفنادق و الغذاء حتى وصلوا إلى منازلهم.
مع استمرار القيود المفروضة على النقل الجوي في جميع أنحاء أوروبا، عدد من الأحداث الرياضية مهددة بأن تضطر إلى تأجيل مبارياتها. هذا و تحاول العديد من الفرق بأن تجد وسائل بديلة للسفر من أجل أن تكون قادرة على لعب مبارياتها، مثل فريق ليفربول، الذي يحاول الوصول إلى مدريد حتى يوم الخميس للعب المباراة نصف النهائية في كأس أوروبا ضد اتلتيكو مدريد.
لمشجعي كرة القدم، علينا طمأنتهم أن الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا بين انتر ميلان الايطالي و برشلونة الاسباني و بايرن ميونيخ الألماني و ليون الفرنسي سيجري في موعده المقرر. حيث أكد متحدث باسم الاتحاد الاوروبي ردا على سؤال حول تأثير القيود المفروضة على النقل الجوي، " في هذه اللحظة نحن نراقب الوضع، و نأمل أن تقام المباريات كما هو مقرر لها".
إذ انطلق لاعبي برشلونة يوم الأحد باتجاه إيطاليا من أجل مباراة يوم الثلاثاء بواصلة الحافلة. إذ سافر الفريق 634 كلم (394 ميل) الى مدينة كان الفرنسية، و قضى الليلة فيها، من ثم انطلق نحو ميلانو يوم الاثنين مكملا ما تبقى له من الـ351 كم (218 ميلا). أما فريق ليون الفرنسي فسيسافر هو الآخر بالحافلة لملاقاة خصمه الألماني يوم الأربعاء.
على الرغم من أن سلامة المواطنين و المسافرين هي أولوية قصوى بالنسبة لمنسقي الملاحة الجوية، إلا أن اتحاد النقل الجوي الدولي غير راض بالقرار التي اتخذت حتى الآن، و التي برأيهم لم تتم بتنسيق و مشاورة مع شركات الطيران التي تشهد خسائر لا تقل عن 200 مليون دولار في اليوم. حيث تكبد مجال النقل الجوي خسائر بقيمة 1 بليون دولار منذ بدء هذه الأزمة الاسبوع الماضي.
الأضرار الاقتصادية الناجمة عن هذه الأزمة في النقل الجوي، يشهد الخناق على الاقتصاد الأوروبي. فالعديد من الشركات تعاني خسائر كبيرة بسبب التأخير في وصول سلعها و خدماتها. حيث بدأ المنتجين الأخذ بعين الاعتبار نقل منتجاتها بواسطة الشاحنات أو القطارات، خاصة أن التحذيرات تشير إلى أن ثوران البركان قد يستمر لعدة شهور.
أما المطارات فقد حرمت في هذه الفترة من رسوم الهبوط عليها، و الذي يشكل حوالي نصف دخلها. الاقتصاد الأوروبي الذي يبذل جهده للتغلب على الأزمة المالية قد يشهد انتكاسا عقب هذه الأزمة في حال لن تنتهي في أي وقت قريب، خاصة أن أوروبا ستخسر في هذه الفترة جزء كبير من السياح.
بعد أن بدا البركان الايسلندي أكثر هدوءا يوم الاحد ليبدأ في قذف دخان أبيض بدلا من الدخان الرمادي السميك، الملاحة الجوية قد تعود إلى 50% من مستواها الطبيعي يوم الاثنين و ذلك في حال أكدت التنبؤات الجوية خلو السماء من الرماد الخطر. حيث بدأت عدة دول أوروبية إعادة فتح مجالها الجوي يوم الاثنين، لكن خبراء الارصاد يواصلون تحذيرهم من أن الرماد ما يزال يشخر خطرا للنقل الجوي، لذا فإن الأوضاع في أوروبا ما تزال غير مستقرة، في حين أن البركان يعطي إشارات مختلطة.
عقب نجاح الرحلات التجريبية يوم الاحد، قامت و النمسا و اسبانيا و ايطاليا و روسيا و تركيا بفتح مجالها الجوي يوم الاثنين، إلا أن العديد من الرحلات ما تزال ملغاة. في حين فنلندا و الدنمرك و فرنسا و النرويج بإعادة الحركة جوية في مجالها لكن بشكل محدودة. من جهة أخرى ما يزال المجال الجوي في بريطانيا و المانيا و استونيا و المجر و ايرلندا و بولندا و رومانيا و هولندا مغلقا.
المصدر : ecpulse
0 التعليقات: