أسبوع جديد للاقتصاد الأمريكي, والمستثمرون بانتظار بيانات هامة

21‏/02‏/2010
أسبوع جديد للاقتصاد الأمريكي, والمستثمرون بانتظار بيانات هامة


أشعل البنك الفدرالي بحلول نهاية الأسبوع الماضي فتيل المفاجآت من خلال رفعه لسعر فائدة الخصم بخطوة غير متوقعة، لتصبح هذه الخطوة بمثابة مؤشر إلى اقتراب انتهاء سياسة التخفيف النقدي المتبعة من قبل البنك الفدرالي منذ بداية الأزمة المالية، في حين أن الأسبوع القادم سيحمل لنا في طياته بيانات ذات أهمية عالية والتي قد ترفع من درجة وضوح الوضع الاقتصادي الأمريكي خلال الفترة القليلة الماضية، بيد أن الأسواق ستكون بانتظار البيان الأهم والمتمثل في القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي عن الربع الرابع من العام 2009.

والبداية ستكون مع قطاع المنازل الأمريكي، والذي سيصدر عنه مؤشر S&P CaseShiller لأسعار المنازل، إضافة إلى مؤشر S&P /CS المركب 20 ذلك الذي يقيس أسعار المنازل في عشرين مقاطعة أمريكية، حيث من المتوقع أن يظهر المؤشر أن أسعار المنازل واصلت انخفاضها خلال شهر كانون الثاني،  في حين أن حدة الانخفاض ستكون بسيطة نوعا ما، وذلك على إثر استمرارية استقرار قطاع المنازل من أسوأ ركود منذ سبعة عقود.

واضعين بعين الاعتبار أن البنك الفدرالي أشار في محضر اجتماع اللجنة الفدرالية والصادر الأسبوع المنصرم أن النشاطات الاقتصادية في قطاع المنازل قد تقلصت بعض الشيء خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الحكومة الأمريكية لم تنقطع عن تقديم الدعم إلى القطاع وذلك عن طريق تمديد برنامج الإعفاء الضريبي لمشتري المنازل لأول مرة، بيد أن معدلات البطالة لا تزال مرتفعة إلى جانب الأوضاع الائتمانية التي لا تزال شديدة، مضيفين إلى ذلك ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري، وذلك ما سيجعل قطاع المنازل تحت الضغوطات لفترة من الوقت.

في حين من المتوقع أن تشهد مبيعات كل من المنازل الجديدة والمنازل القائمة تقدماً بسيطاً، وهذا ما سيزيد من المؤشرات المختلطة التي صدرت عن قطاع المنازل، والتي تشير تارة إلى استقرار الأوضاع في القطاع وتارة تشير إلى ان القطاع بحاجة إلى مزيد من الوقت لتحقيق التعافي التام.

وتنتقل بنا البيانات بعدها إلى طلبات البضائع المعمرة والتي ستصدر عن شهر كانون الثاني، حيث من المتوقع أن ترتفع بوتيرة كبيرة خلال كانون الثاني لتعكس تحسن الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي ككل، وذلك في خضم التطور الطفيف الذي شوهد في مستويات الطلب التي آخذت بالتحسن التدريجي، مما قد ينعكس بالإيجاب على مستويات إنفاق المستهلك.

مشيرين هنا إلى ان مستويات الإنفاق لدى المستهلك مرتبط بصلة وثيقة مع ثقة المستهلكين أنفسهم، حيث أن ارتفاع ثقة المستهلكين ينبغي أن يتمثل في إنفاق أكثر من قبلهم، وذلك مع العلم ان التحسن الطفيف الذي لاحظناه في مستويات إنفاق المستهلكين كان مصحوبا بارتفاع ثقتهم، بيد أن المجلس التشاوري الأمريكي يتوقع تقلص ثقة المستهلكين خلال شهر شباط الحالي، وذلك وسط معدلات البطالة المرتفعة وأوضاع التشديد الائتماني التي تحد من ثقة المستهلكين وبالتالي من المتوقع أن يتقلص إنفاق المستهلكين، في حين أن التوقعات تشير إلى ارتفاع مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين في قراءته النهائية، مسلطين الضوء هنا إلى أن التوقعات الإجمالية تنحصر حول أن الاقتصاد الأمريكي سيشهد تباطؤ في الأداء نوعا ما خلال الفترة المقبلة، وهذا ما يؤكد التوقعات بخصوص ثقة المستهلكين.

وعلى صعيد آخر من المتوقع أن يظهر مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات تقلصا في النشاطات خلال شباط الحالي، وهذا ما ينفي البيانات التي صدرت خلال الفترة الماضية عن قطاع الصناعة الأمريكي والذي أظهر بأنه تمكن من الخروج من المرحلة الأسوأ من الركود منذ بداية الثمانينات.

واصلين إلى البيان المترقب من قبل الأسواق بفارغ الصبر، ألا وهو القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي عن الربع الرابع من العام 2009، فإن التوقعات تشير إلى أن القراءة السابقة سيتم تعديلها إلى 5.6% مقارنة بالقراءة الأصلية التي بلغت 5.7% وذلك في القراءة المتقدمة التي صدرت مسبقا، إلا أن إنفاق المستهلك سيواصل دعمه للنمو في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن إنفاق المستهلكين من المحتمل أن يواصل ارتفاعه وسط الدعم المقدم من قبل الحكومة الأمريكية.

ومن المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي توسعه خلال هذه الفترة من العام، إذ أن الاحتمالية الكبرى تشير أن هذا العام سيكون عام التعافي للاقتصاد الأمريكي، حيث أن مختلف القطاعات الأمريكية أشارت إلى أن المرحلة الأسوأ من أزمة الركود منذ الكساد العظيم قد تلاشت وأن الاقتصاد يسير في الوقت الحالي على خطى التعافي.

ومن الجانب الآخر، ستستمر الشركات الأمريكية، الكبيرة منها والصغيرة، في الإعلان عن أدائها خلال الربع الأخير من العام المالي لكل شركة، وبالتالي من المتوقع أن نشهد استمرارية التأرجح في سوق الأسهم الأمريكية خلال الفترة القادمة، واضعين بعين الاعتبار أن معظم الشركات التي أعلنت عن نتائجها تفوقت على توقعات الأسواق، في حين أن الغمامة لا تزال تغطي على أعين المستثمرين بخصوص حقيقة الوضع الاقتصادي وحول مستوى التعافي التي تمر به الولايات المتحدة الأمريكية، حين أن المستثمرين يتجنبون في الوقت الحالي الإقدام على الاستثمارات ذات الخطورة العالية، وهذا ما يفسر التباين الذي مر على الأسواق عامة وعلى سوق الأسهم خاصة.

0 التعليقات:

أضف تعليق

أنشر تعليقك

السابق التالى الصفحة الرئيسية
 
 
 

MATAF تحليــلات

التحليلات اليومية والأخبار

 
تحذير المخاطرة | سياسة الخصوصية | من نحن ؟ | اتصل بنا | إعلن معنا | RSS | الرئيسية
...............................................................................................................................................................................................................................................................................
توضيح مخاطرة
المعلومات الواردة في هذا الموقع الإلكتروني هي للإطلاع فقط . ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم او سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني اي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي الى أرباح تجارية . وبالتالي فإن الموقع والعاملون به والشركات التابعة له ليسو مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه
تحذير مخاطرة
يعتبر الاستثمار في سوق العملات العالمية باستخدام الهامش أو الروافع المالية من المجالات الاستثمارية عالية الخطورة والتي تستلزم وضع العديد من الأسس العلمية الكفيلة بإنجاح العمليات الاستثمارية في هذا السوق وليس بالضرورة أن تكون هذه المتاجرة متوافقة مع كل المستثمرين، و بالتالي فإن الإستثمار في هذه السوق يتطلب قدرا عاليا من الدراية بمخاطره وتوخي الحذر عند اتخاذ قرار الشراء والبيع.
تداول العملات
الأجنبية يمكن أن يكون مربح للمستثمرين ذوي الخبرة ومع ذلك فإنه قبل اتخاذ قرار بالمشاركة في سوق العملات يجب أن تنظر بعناية في أهداف استثمارك ومستوى الخبرات والمخاطر والأهم من ذلك أن لا تستثمر أموالا لا تستطيع تحمل خسارتها حيث أن هناك قدر كبير من التعرض لمخاطر تقلبات أسعار الصرف الأجنبي، فأي صفقة في سوق العملات تنطوي على مخاطر بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، احتمال تغير سياسي أو الظروف الاقتصادية التي قد تؤثر تأثيرا بشكل كبير في الأسعار أو سيولة العملة مما قد ينتج عنه خسارة بعض اموالك أو لا سمح الله جميع ماتملك في هذا السوق
Copyright © فوركس واى