تباطؤ مرحلة التعافى فى الاقتصاد الأمريكى

19‏/08‏/2010
يفصلنا يوم عزيزي القارئ عن آخر أيام الأسبوع الجاري، مشيرين إلى أن الاقتصاد الأمريكي أظهر خلال الفترة الأخيرة أنه يشهد تباطؤا في مرحلة التعافي من أسوأ أزمة منذ الكساد العظيم، واضعين بعين الاعتبار أن البنك الفدرالي الأمريكي أشار في آخر اجتماع له أن مرحلة تعافي الاقتصاد ستكون "أكثر اعتدالا عما سبق".

منوّهين أن البيانات الصادرة اليوم تتمركز حول قطاعين رئيسيين في الاقتصاد الأمريكي، وهم قطاع العمالة الأمريكي وقطاع الصناعة، حيث كل منهم كان له الأثر الكبير على الاقتصاد، سواءا بالإيجاب أو بالسلب، إذ أن قطاع العمالة كان الأكثر نزيفا بين القطاعات ليعمل على عرقلة سير الاقتصاد نحو التعافي، والصناعة كان حائط الصد لكل العراقيل مشكلا دعما لاقتصاد عن طريق توسعه بشكل ملحوظ.

ولكن يجب بالمقابل أن لا نغفل من أذهاننا أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في مواجهة ضروس مع العقبات التي تقف أمامه متمثلة في أوضاع التشديد الائتماني ومعدلات البطالة التي لم تنزاح عن المستويات الأعلى لها منذ حوالي ربع قرن، وهذا ما يعمل على تباين الأداء الاقتصادي خلال هذه الفترة والفترة المقبلة، وذلك إلى أن يجد الاقتصاد مفتاح الخلاص من هذه العقبات.

أضف إلى ذلك عزيزي القارئ إلى أن القشة التي كان يتعلّق بها الاقتصاد الأمريكي ليتجنب الغرق قد اختفت، حيث أن البرامج والخطط التحفيزية التي تبناها البنك الفدرالي والحكومة الأمريكية والتي هدفت مسبقا إلى تعزيز محرك النمو في الاقتصاد ألا وهو إنفاق المستهلكين، قد انتهت صلاحيتها، ولذلك تأثرت مستويات الإنفاق، مما انعكس على النمو خلال الربع الأول، وذلك باعتبار أن إنفاق المستهلكين يمثل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة.

وبدءا بقطاع العمالة، سيكون موعدنا ككل أسبوع مع طلبات الإعانة الأمريكية الصادرة عن وزراة العمل الأمريكية، والتي من المتوقع ان تنخفض بمقدار 6 آلاف طلب لتصل إلى 478 ألف طلب للأسبوع المنتهي في الرابع عشر من آب، بينما من المتوقع أن ترتفع طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في السابع من آب لتصل إلى 4500 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 4452 ألف طلب.

مشيرين إلى أن مفتاح خلاص الاقتصاد الأمريكي من أعقاب الأزمة يكمن في يد قطاع العمالة الأمريكي، مع العلم أن معدلات البطالة لا تزال ضمن المستويات الأعلى لها منذ حوالي ربع قرن، كما من المتوقع أن تبقى ضمن هذا المستوى خلال العام الحالي، ولكن سرعان ما ستنخفض معدلات البطالة فإننا سنشهد نقلة نوعية في أنشطة الاقتصاد الأمريكي.

وبعدها تكون الأسواق بانتظار المؤشر الأهم والصادر عن قطاع الصناعة عزيزي القارئ وهو مؤشر فيلادلفيا الصناعي الذي من المتوقع يرتفع المؤشر إلى 7.2 خلال آب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 5.1، مشيرين إلى أن قطاع الصناعة لا يزال ضمن مرحلة توسع، إلا أن وتيرة التوسع تلك شهدت تباطؤا بعض الشيء.

وأخيرا سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي المؤشرات القائدة والتي تعطي نظرة متوقعة لفترة من ثلاث إلى ستة شهور عما سيدور في الاقتصاد الأمريكي خلال تلك الفترة، حيث من المتوقع أن ترتفع المؤشرات القائدة بنسبة 0.1% خلال تموز مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -0.2%.

وهنا نشير عزيزي القارئ إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيلزمه مزيدا من الوقت إلى أن تعود المياه إلى مجاريها كما يقولون، وذلك مع العقبات التي تقف أمام الأمريكي وأمام تقدمه، وهذا لن يحدث على الأغلب قبل النصف الثاني من العام المقبل..

0 التعليقات:

أضف تعليق

أنشر تعليقك

السابق التالى الصفحة الرئيسية
 
 
 

MATAF تحليــلات

التحليلات اليومية والأخبار

 
تحذير المخاطرة | سياسة الخصوصية | من نحن ؟ | اتصل بنا | إعلن معنا | RSS | الرئيسية
...............................................................................................................................................................................................................................................................................
توضيح مخاطرة
المعلومات الواردة في هذا الموقع الإلكتروني هي للإطلاع فقط . ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم او سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني اي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي الى أرباح تجارية . وبالتالي فإن الموقع والعاملون به والشركات التابعة له ليسو مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه
تحذير مخاطرة
يعتبر الاستثمار في سوق العملات العالمية باستخدام الهامش أو الروافع المالية من المجالات الاستثمارية عالية الخطورة والتي تستلزم وضع العديد من الأسس العلمية الكفيلة بإنجاح العمليات الاستثمارية في هذا السوق وليس بالضرورة أن تكون هذه المتاجرة متوافقة مع كل المستثمرين، و بالتالي فإن الإستثمار في هذه السوق يتطلب قدرا عاليا من الدراية بمخاطره وتوخي الحذر عند اتخاذ قرار الشراء والبيع.
تداول العملات
الأجنبية يمكن أن يكون مربح للمستثمرين ذوي الخبرة ومع ذلك فإنه قبل اتخاذ قرار بالمشاركة في سوق العملات يجب أن تنظر بعناية في أهداف استثمارك ومستوى الخبرات والمخاطر والأهم من ذلك أن لا تستثمر أموالا لا تستطيع تحمل خسارتها حيث أن هناك قدر كبير من التعرض لمخاطر تقلبات أسعار الصرف الأجنبي، فأي صفقة في سوق العملات تنطوي على مخاطر بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، احتمال تغير سياسي أو الظروف الاقتصادية التي قد تؤثر تأثيرا بشكل كبير في الأسعار أو سيولة العملة مما قد ينتج عنه خسارة بعض اموالك أو لا سمح الله جميع ماتملك في هذا السوق
Copyright © فوركس واى